الاسئلة و الأجوبة » فرق ومذاهب » نقاط الاختلاف بين السلفية والأشاعرة, وبينهما وبين الإمامية
المتيم
السؤال: نقاط الاختلاف بين السلفية والأشاعرة, وبينهما وبين الإمامية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا اريد التوضيح لي ما الفرق بين السلفية واهل السنة والجماعة ان كان الجواب لا. وان كان نعم ما الفرق اذاً واريد توضيح الاختلافات او الاجماع بينهم في مسألة المامة والمذهب الشيعي وما الفرق بين الوهابية واهل السنة والسلف ومثل ما ذكرت توضيح الاحتلافات او الاجماع بينهم في مسألة المامة والمذهب الشيعي
انا اعلم ان الموضوع سيطول لان الموضوع جدا متشعب ولا اريد ان اطيل عليكم اريد توضيح بشكل عام
وشكرا
انا اريد التوضيح لي ما الفرق بين السلفية واهل السنة والجماعة ان كان الجواب لا. وان كان نعم ما الفرق اذاً واريد توضيح الاختلافات او الاجماع بينهم في مسألة المامة والمذهب الشيعي وما الفرق بين الوهابية واهل السنة والسلف ومثل ما ذكرت توضيح الاحتلافات او الاجماع بينهم في مسألة المامة والمذهب الشيعي
انا اعلم ان الموضوع سيطول لان الموضوع جدا متشعب ولا اريد ان اطيل عليكم اريد توضيح بشكل عام
وشكرا
الجواب:
الأخ المتيم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مصطلح (أهل السنة) قد تطور مفهوماً واستعمالاً منذ نشوئه وإلى اليوم، ويمكن لنا أن نقول أنه قد عرف مرحلتين من المفهوم والاستعمال يغاير بعضهما بعضاً.
فقد أطلق مصطلح ((أهل السنة)) قبل ظهور الأشعري على جميع المحدثين، الذين كانوا يرون أنفسهم أنهم أصحاب الحديث النبوي، رواته وجامعوه والمدافعون عنه والعاملون بمضمونه كما اختص جماعة آخرون بهذا اللقب كعبد الله بن سعيد الكلاب وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن القلانسي والحارث بن أسد المحاسبي وذلك لقيامهم بالرد على عقائد المعتزلة وتفنيد آرائهم.
ولكن بعد القرن الرابع الهجري عرف هذا اللقب ـ أهل السنة ـ اصطلاحاً جديداً مازال ملازماً له إلى اليوم. يقول أحمد أمين في (ظهر الإسلام 4: 97): ((سمي الأشعري وأتباعه والماتريدي وأتباعه بـ ((أهل السنة)) وقد استعملت كلمة (أهل) بدل النسبة، فقالوا: أهل السنة أي السنيين..
والسنة في ((أهل السنة)) تحتمل أحد معنيين: إما أن تكون السنة بمعنى الطريقة أي أنَّ أهل السنة إتبعوا طريقة الصحابة والتابعين في تسليمهم بالمتشابهات من غير خوض دقيق في معانيها بل تركوا علمها إلى الله، وإمّا أن تكون السنة بمعنى الحديث، أي أنهم يؤمنون بصحيح الحديث ويقرونه من غير تحرز كثير وتأويل كثير كما يفعل المعتزلة))(إنتهى).
ان المفهوم الاصطلاحي الجديد ((لأهل السنة)) سيعني بعد ظهور الأشعري وانتشار مذهبه في الآفاق، مدرسة كلامية في العقائد تقابل مدرسة الاعتزال وسيكون لها منهجها الخاص في تناول العقائد وترتيبها وتفريعها والدفاع عنها ولم يكن لأهل الحديث مدرسة فكرية عقائدية متكاملة أو مدونة يجتمعون عليها قبل الأشعري وتلامذته.
وأما لفظ (الجماعة) فقد أضيف إلى هذا اللقب (أهل السنة) بدافع سياسي، يريدون به الإشارة إلى العام الذي استولى به معاوية على الخلافة وتصالح مع الحسن(ع) بشروط، فقد سمي ذلك العام بـ(( عام الجماعة))، وقد تنادى لهذا المعنى كل من يؤمن بشرعية خلافة الخلفاء الأربعة، ولا يرى وجود النص التعييني على الإمامة أو الخلافة، عكس ما يذهب إليه الشيعة وخصوصاً الإمامية منهم.
هذا باختصار فيما يتعلق بمفهوم (أهل السنة والجماعة).
وأما السلفية فهم أتباع أحمد بن حنبل وابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب. يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) : ((المقصود بالسلفية أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري، وكانوا من الحنابلة وزعموا أنَّ جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري، أحياه شيخ الإسلام ابن تيمية وشدد في الدعوة إليه، وأضاف إليه أموراً أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وما زال الوهابيون ينادون بها...)).
ثم يقول الشيخ أبو زهرة: ((وقد كانت المعارك العنيفة تقوم بينهم وبين الأشاعرة، لأنهم كانوا يظهرون حيث يكون للأشاعرة قوة لا تنازع، فتكون بين الفريقين الملاحاة الشديدة، وكل فريق يحسب أنه يدعو إلى مذهب السلف)). (تاريخ المذاهب الإسلامية: 187).
وأما الفرق بين السلفية والأشاعرة فقد يطول الكلام ببيانه، إلا اننا نشير إلى نقاط رئيسية في هذا الجانب.
1- يرى السلفيون أثبات كل ما جاء من صفات وأخبار في حق المولى سبحانه في القرآن الكريم والسنة الشريفة من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر، فهم يثبتون لله المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظل من الغمام، ويثبتون الاستقرار على العرش، والوجه واليد.. ويضيفون إلى ذلك عبارات مثل: من غير تكييف ولا تشبيه. وهم يقصدون بالظواهر الظواهر الحرفية، لا الظواهر ولو مجازية.
وهذه العقيدة خالفهم فيها فضلاء الحنابلة، وقد تصدى ابن الجوزي الحنبلي لتفنيد هذه العقيدة، قال في دفع التشبيه في الرد على أصحاب هذه العقيدة ـ الذين يدعون الانتماء للمذهب الحنبلي ـ: ((... قد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى الغاء ما توجيه الظواهر من صفات الحدوث، ولم يقتنعوا أن يقولوا صفة فعل، حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على (نعمة وقدرة)، ولا مجئ واتيان على معاني برٍ ولطيف، ولا ساق على شدة، بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إن أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه، ويأنفون من أضافته إليهم، ويقولون نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه)). (دفع شبه التشبيه : 101).
وقد خالفهم في ذلك الغزالي أيضاً الذي قال في كتابه (الجام العوام عن علم الكلام) بأن هذه الألفاظ التي تجري في العبارات القرآنية والأحاديث النبوية لها معان ظاهرة، وهي الحسية التي نراها وهي محالة على الله تعالى، ومعان أخرى حجازية يعرفها العربي من غير تأويل)). (انتهى).
وقد بين أبو الحسن الأشعري في أول أمره في كتابه الإبانة بأنه يدين بما عليه الإمام أحمد بن حنبل ـ بحسب قوله ـ وأنه يأخذ بظواهر النصوص في الآيات الموهمة للتشبيه من غير أن يقع في التشبيه في نظره، فهو يعتقد أن لله وجهاً، ولا كوجه العبيد، وأن لله يداً لا تشبه يد المخلوقات.. فهو قد صرح بالتفويض بأن فرض اليد، ونفى التشبيه، ولكن يظهر أنه قد رجع عن هذا الرأي الذي أبداه متحمسّاً لمناقضة المعتزلة، إذ جاء في اللمع أنه قرر تأويل اليد بالقدرة كما فعل المعتزلة وغيرهم (انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية: 161/ 167).
2- خالف ابن تيمية ـ وهو احد أئمة السلفية ـ الاشاعرة وجاهر بمخالفتهم في مسألة (الجبر والاختيار) واعتبرهم جبرية وقد أخذ عليهم تفريقهم بين الفعل في ذاته والكسب، فاعتبروا الفعل مخلوقاً لله تعالى، إذ اعتبروا الكسب للعبد، ويقرر ـ أي ابن تيمية ـ أن الكسب إن كان مجرد اقتران فهو لا يصلح مناطاً لتحمل المسؤولية واستحقاق العقاب والثواب، وإن كان فعلاً له تأثير وتوجيه وإيجاد وأحداث وصنع وعمل، فهو مقدور للعبد وفعل له، فإن قلت: إنه (أي الكسب) لله تعالى فهو أخذ بالجبرية، وإن قلت للعبد فهو اعتزال (أي التفويض الذي تقول به المعتزلة في هذه المسألة).
وأما خلاصة ما كان يراه ابن تيمية أمام نظرية الكسب التي يقول بها الاشاعرة، فهو يرى أن أفعال العبد تنسب إليه لقدرة فيه، وتنسب إلى الله باعتبار ان الله خلق هذه القدرة فهو سبب الأسباب. (المصدر السابق: 199).
3- في مسألة أفعال الله تعالى: يقول الاشاعرة: إن الله سبحانه خلق الأشياء لا لعلة ولا لباعث، لأن ذلك يقيد إرادة الله، والله سبحانه خالق كل شيء وفوق كل شيء، ﴿ لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون... ﴾.
واما السلفية ـ وقدوتهم ابن تيمية ـ فيقولون إن الله سبحانه خلق الخلق وأمر بالمأمورات ونهى عن المنهيات لحكمة محمودة.
4- اختلافهما في مسائل منها التوسل والزيارة ـ أي زيارة مراقد الأولياء ـ والتشفع، فقد منع السلفيون من ذلك واعتبروا الإتيان بهذه الأمور بحد البدعة والشرك، وجعلوها من المسائل التي ترتبط بالتوحيد في العبادة... واما الاشاعرة فيرون جواز ذلك، واستدلوا له بالأحاديث والأخبار وسيرة الصحابة والعلماء وما عليه جمهور الامة منذ عهد رسول الله(ص) إلى اليوم. (المصدر السابق: 240/ 206).
هذه باختصار هي أهم المحطات الفكرية في الاختلاف بين الاشاعرة والسلفية ويمكنكم مراجعة ما أشرنا إليه من المصادر لتقفوا على نقاط أخرى وبيانات أوفى.
وأما اختلاف الاشاعرة والسلفية مع الإمامية، فقد اتفق الأثنان ـ على اختلافهما ـ على تصحيح خلافة الخلفاء بعد رسول الله(ص)، وهذا محور مهم في خلافهم مع الإمامية الذين لا يرون صحة هذه الخلافة، وان الخلافة بعد رسول الله(ص) هي بالنص لا بالشورى والاختيار.
ودمتم في رعاية الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مصطلح (أهل السنة) قد تطور مفهوماً واستعمالاً منذ نشوئه وإلى اليوم، ويمكن لنا أن نقول أنه قد عرف مرحلتين من المفهوم والاستعمال يغاير بعضهما بعضاً.
فقد أطلق مصطلح ((أهل السنة)) قبل ظهور الأشعري على جميع المحدثين، الذين كانوا يرون أنفسهم أنهم أصحاب الحديث النبوي، رواته وجامعوه والمدافعون عنه والعاملون بمضمونه كما اختص جماعة آخرون بهذا اللقب كعبد الله بن سعيد الكلاب وأبي العباس أحمد بن عبد الرحمن القلانسي والحارث بن أسد المحاسبي وذلك لقيامهم بالرد على عقائد المعتزلة وتفنيد آرائهم.
ولكن بعد القرن الرابع الهجري عرف هذا اللقب ـ أهل السنة ـ اصطلاحاً جديداً مازال ملازماً له إلى اليوم. يقول أحمد أمين في (ظهر الإسلام 4: 97): ((سمي الأشعري وأتباعه والماتريدي وأتباعه بـ ((أهل السنة)) وقد استعملت كلمة (أهل) بدل النسبة، فقالوا: أهل السنة أي السنيين..
والسنة في ((أهل السنة)) تحتمل أحد معنيين: إما أن تكون السنة بمعنى الطريقة أي أنَّ أهل السنة إتبعوا طريقة الصحابة والتابعين في تسليمهم بالمتشابهات من غير خوض دقيق في معانيها بل تركوا علمها إلى الله، وإمّا أن تكون السنة بمعنى الحديث، أي أنهم يؤمنون بصحيح الحديث ويقرونه من غير تحرز كثير وتأويل كثير كما يفعل المعتزلة))(إنتهى).
ان المفهوم الاصطلاحي الجديد ((لأهل السنة)) سيعني بعد ظهور الأشعري وانتشار مذهبه في الآفاق، مدرسة كلامية في العقائد تقابل مدرسة الاعتزال وسيكون لها منهجها الخاص في تناول العقائد وترتيبها وتفريعها والدفاع عنها ولم يكن لأهل الحديث مدرسة فكرية عقائدية متكاملة أو مدونة يجتمعون عليها قبل الأشعري وتلامذته.
وأما لفظ (الجماعة) فقد أضيف إلى هذا اللقب (أهل السنة) بدافع سياسي، يريدون به الإشارة إلى العام الذي استولى به معاوية على الخلافة وتصالح مع الحسن(ع) بشروط، فقد سمي ذلك العام بـ(( عام الجماعة))، وقد تنادى لهذا المعنى كل من يؤمن بشرعية خلافة الخلفاء الأربعة، ولا يرى وجود النص التعييني على الإمامة أو الخلافة، عكس ما يذهب إليه الشيعة وخصوصاً الإمامية منهم.
هذا باختصار فيما يتعلق بمفهوم (أهل السنة والجماعة).
وأما السلفية فهم أتباع أحمد بن حنبل وابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب. يقول الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه (تاريخ المذاهب الإسلامية) : ((المقصود بالسلفية أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري، وكانوا من الحنابلة وزعموا أنَّ جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيا عقيدة السلف وحارب دونها، ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري، أحياه شيخ الإسلام ابن تيمية وشدد في الدعوة إليه، وأضاف إليه أموراً أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره، ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري أحياها محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وما زال الوهابيون ينادون بها...)).
ثم يقول الشيخ أبو زهرة: ((وقد كانت المعارك العنيفة تقوم بينهم وبين الأشاعرة، لأنهم كانوا يظهرون حيث يكون للأشاعرة قوة لا تنازع، فتكون بين الفريقين الملاحاة الشديدة، وكل فريق يحسب أنه يدعو إلى مذهب السلف)). (تاريخ المذاهب الإسلامية: 187).
وأما الفرق بين السلفية والأشاعرة فقد يطول الكلام ببيانه، إلا اننا نشير إلى نقاط رئيسية في هذا الجانب.
1- يرى السلفيون أثبات كل ما جاء من صفات وأخبار في حق المولى سبحانه في القرآن الكريم والسنة الشريفة من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر، فهم يثبتون لله المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظل من الغمام، ويثبتون الاستقرار على العرش، والوجه واليد.. ويضيفون إلى ذلك عبارات مثل: من غير تكييف ولا تشبيه. وهم يقصدون بالظواهر الظواهر الحرفية، لا الظواهر ولو مجازية.
وهذه العقيدة خالفهم فيها فضلاء الحنابلة، وقد تصدى ابن الجوزي الحنبلي لتفنيد هذه العقيدة، قال في دفع التشبيه في الرد على أصحاب هذه العقيدة ـ الذين يدعون الانتماء للمذهب الحنبلي ـ: ((... قد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات، فسموها بالصفات تسمية مبتدعة، ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى الغاء ما توجيه الظواهر من صفات الحدوث، ولم يقتنعوا أن يقولوا صفة فعل، حتى قالوا صفة ذات، ثم لما أثبتوا أنها صفات قالوا لا نحملها على توجيه اللغة، مثل (يد) على (نعمة وقدرة)، ولا مجئ واتيان على معاني برٍ ولطيف، ولا ساق على شدة، بل قالوا: نحملها على ظواهرها المتعارفة، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين، والشيء إنما يحمل على حقيقته إن أمكن، فإن صرف صارف حمل على المجاز، ثم يتحرجون من التشبيه، ويأنفون من أضافته إليهم، ويقولون نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه)). (دفع شبه التشبيه : 101).
وقد خالفهم في ذلك الغزالي أيضاً الذي قال في كتابه (الجام العوام عن علم الكلام) بأن هذه الألفاظ التي تجري في العبارات القرآنية والأحاديث النبوية لها معان ظاهرة، وهي الحسية التي نراها وهي محالة على الله تعالى، ومعان أخرى حجازية يعرفها العربي من غير تأويل)). (انتهى).
وقد بين أبو الحسن الأشعري في أول أمره في كتابه الإبانة بأنه يدين بما عليه الإمام أحمد بن حنبل ـ بحسب قوله ـ وأنه يأخذ بظواهر النصوص في الآيات الموهمة للتشبيه من غير أن يقع في التشبيه في نظره، فهو يعتقد أن لله وجهاً، ولا كوجه العبيد، وأن لله يداً لا تشبه يد المخلوقات.. فهو قد صرح بالتفويض بأن فرض اليد، ونفى التشبيه، ولكن يظهر أنه قد رجع عن هذا الرأي الذي أبداه متحمسّاً لمناقضة المعتزلة، إذ جاء في اللمع أنه قرر تأويل اليد بالقدرة كما فعل المعتزلة وغيرهم (انظر: تاريخ المذاهب الإسلامية: 161/ 167).
2- خالف ابن تيمية ـ وهو احد أئمة السلفية ـ الاشاعرة وجاهر بمخالفتهم في مسألة (الجبر والاختيار) واعتبرهم جبرية وقد أخذ عليهم تفريقهم بين الفعل في ذاته والكسب، فاعتبروا الفعل مخلوقاً لله تعالى، إذ اعتبروا الكسب للعبد، ويقرر ـ أي ابن تيمية ـ أن الكسب إن كان مجرد اقتران فهو لا يصلح مناطاً لتحمل المسؤولية واستحقاق العقاب والثواب، وإن كان فعلاً له تأثير وتوجيه وإيجاد وأحداث وصنع وعمل، فهو مقدور للعبد وفعل له، فإن قلت: إنه (أي الكسب) لله تعالى فهو أخذ بالجبرية، وإن قلت للعبد فهو اعتزال (أي التفويض الذي تقول به المعتزلة في هذه المسألة).
وأما خلاصة ما كان يراه ابن تيمية أمام نظرية الكسب التي يقول بها الاشاعرة، فهو يرى أن أفعال العبد تنسب إليه لقدرة فيه، وتنسب إلى الله باعتبار ان الله خلق هذه القدرة فهو سبب الأسباب. (المصدر السابق: 199).
3- في مسألة أفعال الله تعالى: يقول الاشاعرة: إن الله سبحانه خلق الأشياء لا لعلة ولا لباعث، لأن ذلك يقيد إرادة الله، والله سبحانه خالق كل شيء وفوق كل شيء، ﴿ لا يسأل عمّا يفعل، وهم يسألون... ﴾.
واما السلفية ـ وقدوتهم ابن تيمية ـ فيقولون إن الله سبحانه خلق الخلق وأمر بالمأمورات ونهى عن المنهيات لحكمة محمودة.
4- اختلافهما في مسائل منها التوسل والزيارة ـ أي زيارة مراقد الأولياء ـ والتشفع، فقد منع السلفيون من ذلك واعتبروا الإتيان بهذه الأمور بحد البدعة والشرك، وجعلوها من المسائل التي ترتبط بالتوحيد في العبادة... واما الاشاعرة فيرون جواز ذلك، واستدلوا له بالأحاديث والأخبار وسيرة الصحابة والعلماء وما عليه جمهور الامة منذ عهد رسول الله(ص) إلى اليوم. (المصدر السابق: 240/ 206).
هذه باختصار هي أهم المحطات الفكرية في الاختلاف بين الاشاعرة والسلفية ويمكنكم مراجعة ما أشرنا إليه من المصادر لتقفوا على نقاط أخرى وبيانات أوفى.
وأما اختلاف الاشاعرة والسلفية مع الإمامية، فقد اتفق الأثنان ـ على اختلافهما ـ على تصحيح خلافة الخلفاء بعد رسول الله(ص)، وهذا محور مهم في خلافهم مع الإمامية الذين لا يرون صحة هذه الخلافة، وان الخلافة بعد رسول الله(ص) هي بالنص لا بالشورى والاختيار.
ودمتم في رعاية الله
Comments